ما هي ردة فعلك عندما يستعمل أحدهم ألفاظا غير جيدة في الحديث ويلقي التهم يمنة ويسرة تجاهك؟ قد يكون يريد يضعف موقفك لا سيما وهو أحد أندادك بحزب معين أو من اتجاه فكري غير اتجاهك ؟ هل ستتخذ نفس نهجه من مبدأ معاملة المثل بالمثل؟هل ستأخذ عبارة البادي أظلم طريقا للرد ؟ لو أنك كنت أحد أفراد جهاز معين يدور عليه الحديث في بلد ما ورسم أحدهم كاريكاتيرا يصورك وكأن به شئ من السخرية هل ستعود وترسمه أيضا وتكون بذلك بنيت فعلك ردة فعل إذ أنك لم تكن لتبدأ بذلك لولا أنه بدأ به ؟ لا مكان لا تريد أن تطرح اتجاهات معينة فهذا الكلام ينطبق على كل الناس ، فالانسان أولا دائما ......
تعتقد لا مكان بأن ردة الفعل ليست من سمات العقلاء ، نعم الناس تتفاعل مع بعضها وقد أغير رأيي جزئيا وكليا تفاعلا مع معلومة أتتني لم أكن أعلمها وقد أنشئ فكرة بسبب سماعي لأفكار غيري ولكن أن تكون حياتي كلها ردود أفعال بمعنى أن لا أبدأ انا العمل هنا تكمن المشكلة ،، ببداية حديثي حول ماذا ستفعل ان هاجمك أحدهم هل سترد بمهاجمته، ان كنت من الذين بنوا حياتهم على ردود الافعال سترد عليه بنفس ما هاجمك به ويكون بذلك أملى عليك ما تفعله فلولا فعله لم ترد عليه وبالتالي أنت مثلت دوره ولكن تجاهه هو ، ولكن ان كنت من الطرف الآخر فلقد رسمت طريقة واضحة في ذهنك حول الذي تعمله في مثل هذه اللحظات ، منذ صغري كانت تؤرقني هذه المسألة لماذا اسرائيل مثلا تقتل الأطفال ونحن لا نقتلهم ، لماذا أمريكا تغزونا ولا نغزوها ، لماذا يأسرون مقاتلينا ولا نأسرهم ، هذه الأسئلة تكثر عند الذين ينتظرون الناس ليعملوا ليردوا عليهم ، الرسول صلى الله وسلم على روحه الطاهرة في بداية الغزوة يذكر للناس لا تقتلوا أطفالا شيخ كبير لا تهدموا كنيسة أو صومعة كان واضحا في ذلك لم ينتظر ليرى ماذا سيعملون حتى يعاملهم بالمثل، حتى لو هم قتلوا وخربوا فمبادئهم ليست كمبادئنا القادمة من السماء ،،،،
في فيلم أسد الصحراء (عمر المختار) للمخرج الراحل مصطفى العقاد عندما بقي أحد الجنود الايطاليين بعد غارة عليهم من قبل المختار وأصحابه ، قال المختار للايطالي اذهب قل لدولتك |أننا لا نربد قتلكم نريدكم فقط خارج وطننا ، رد عليه أصحابه ولكنهم لا يفعلون ذلك معنا فحال ظفرهم بأحدنا يقتلونه فقال له شيخ المجاهدين : انهم ليسوا أساتذتنا ... انتهى كلامه ...
نعم هم ليسوا أساتذتنا أستاذنا القرآن الذي قال لنا ( اذفع بالتي هي أحسن السيئة ....) أستاذنا محمد قدس الله روحه حينما قال الشديد هو الذي يملك نفسه عند الغضب، يجاور اليهود الذين يسبون الله ويشككون في الرسالة ،،،،،،،
وكما يقول موقع الاسلام اليوم : ردود الأفعال لا تبني رؤية رشيدة ....
