مر يومان على المحادثة التي جرت بين أبو خالد وجاره أيو محمد ، فبعد أن قام أبو خالد بالتنسيق مع أحد القراء الذين قيل عنهم بأنهم أكفاء لمثل هذه الحالات لم يشعر أبو خالد بأن المال الذي سيدفعه لهذا الراقي لرقية ابنه بالشئ الكثير ما دام أنه سيساهم في شفاء خالد ، بعد اتصالات حدد الموعد بعد صلاة العصر في مسجد هذا الراقي الشرعي وقد أخبره بأن يصلي معه ليكون أول الزبائن أقصد الذين يودون الرقية ، في الليلة التي تسبق الموعد تسلل أبو خالد ألى غرفة ابنه ليلا بعد ما تأكد بأن ابنه نائم ، وضع ورقة لو رأيتها لحسبت أنها قطعة أثرية وكتب عليها غدا قبل صلاة العصر اذهب إلى أبيك فهو يريد أن يطلعك على أمر هام يتعلق بخطة الذين يريدون اغتيالك ووقع الورقة باسم "رسول روحك من الطاهرة" ، خرج أبو خالد متسللا من غرفة ابنه ودعا الله بأن تنجح حيلته ، أشرقت الشمس وقام خالد من فراشه واذا به يرى تلك الورقة الأثرية أسرع بعد ما لبس قفازات معقمة كان قد اشتراها من الصيدلية فخالد دائما يعتقد بأن هناك من يدبر قتله ، بعد أن أمسك بالورقة وبدأ يقرأها كاد أن يقطعها حتى رأى التوقيع باسم "رسول روحك الطاهرة " ، تذكر أن الروح هي أصدق شئ بالانسان وقرر أن يذهب مع أبيه ، حين حان الوقت كان أبو خالد ينتظر بغرفة الجلوس بقيت هناك مشكلة أخرى هل سيجعل خالد يدخل المسجد لا سيما وأن خالد لا يوافق على الاستحمام وخشي أن يعود الى غرفته فلم يفاتحه بالموضوع ، وقال في نفسه أنا أيضا لن أصلي في المسجد ولكني سأرسل أبو محمد ليخبر الشيخ بذلك فمن المستحيل أن أترك خالد في السيارة لوحده ، ركب خالد السيارة مع أبيه صامتا لا ينبس بكلمة فبعد أن أخبره أبوه بأنه سيقابل الرجل الذي يدله على تلك القائمة التي أعدها أبو خالد مسبقا ، كتب بها أعداء البشر كلهم مثلا الشيطان وبعض الناس ذوي الصفات الاجرامية من دون أسماء محددة ، وافق أبو محمد وسبقهم الى المسجد وابو خالد أبطأ في مشيه حتى تنتهي الصلاة وقد أعطى تلك القائمة لأبي محمد ليعطيها الشيخ حتى تكتمل الخطة ، انتهت الصلاة وقام أبو محمد الى الإمام وسلم عليه وأخبره بالقصة وسلمه الورقة تمعر وجه الشيخ وقال : لاحول ولا قوة الا بالله ، انظر يا ابو محمد البعد عن المساجد ماذا يفعل بالانسان ، لما يبعد الانسان عن ربه تغدو حاله هكذا وقرأ ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى ) ، أبو خالد قلق فالصلاة مضى على انتهائها ربع ساعة و لا أثر لأبي محمد ولا للشيخ ، وهو يلتقط جواله ليتصل بجاره واذا به يخرج والامام معه ، أسرع أبو خالد وفتح الباب وقال لخالد هيا يا بني انزل ، نزل وذهب الى الشيخ ليتأكد بأن كل شئ على ما يرام ، بادره الشيخ قائلا : ما كان ينبغي لك أن تقف أمام الباب ولا تدخل المسجد لتحضر الصلاة مع الجماعة قال له يا شيخ ولكنك تعرف ابني وحالته ، قال سبحان الله في وقت الحرب نحن مأمورون بالاجتماع للصلاة ، طأطأ أبو خالد رأسه وقال أبو محمد لماذا يا شيخ لا نبدأ مد أبو خالد ظرفا به مبلغ من المال للشيخ أجرا لقراءته ، دخلوا في غرفة تابعه للمسجد بعد أن ذكر أبو خالد الشيخ بالورقة ، بدأ الشيخ بالقراءة بعد أن أخبروا خالد بأن ذلك من شروط حصوله على الورقة بدأ الشيخ بالفاتحة ثم قرأ آيات السحر التي في سورة الأعراف وسورة يونس الى آخر الايات التي يرقى بها في مثل هذه الحالات ،وكان صوته جميلا ولكن حينما لم تبدر استجابه من خالد بدأ برفع صوته وأخذ يقول اخرج يا عدو الله ، اخرج وسحب ذلك العصا وبدأ يضرب خالد ، استفز خالد وأصبح يصرخ ويقول ما أنا بخارج ابتعد عني ،وهو يقول له قل لا اله الا الله ويبدأ بضربه بذلك العصا المعد لذلك ، لم يستطع أبو خالد أن يرى هذا المنظر فلقد رأى ابنه يتغير لون وجهه وأصبح ينتفض والشيخ ممسك به ويقرأ بأعلى صوته ، أبو خالد نظر لأبي محمد وقال له يجب أن أأخذ ابني اكتفيت وأخذ الورقة وقال للشيخ توقف توقف ؟، وأخذ خالد وأمسك به بين ذراعيه وهو يقبله والدموع تسيل وقال له خذ يا خالد هذه هي الورقة ، وأبو محمد ممسك بخالد من اليد الأخرى واقتادوه للسيارة والشيخ يقول يجب أن يكمل جلسة أخرى سألقن عدو الله درسا لن ينساه يقصد الجني المتلبس بخالد كما يعتقد ، ما ان وصلوا للبيت حتى ذهب خالد الى غرفته وأغلق على نفسه الباب وهذه المرة لم يرى في الصباح التالي حتى لم يخرج ليعد طعامه ولا يستجيب للدعوات له ليخرج، أبوخالد مطمئن من ناحية الأكل فلقد رأى كمية لا بأس بها من الطعام حينما تسلل للغرفة ،،،، ازدادت حيرة أبو خالد وهو في صلاة الليل يدعو الله ليشفي ابنه ، ذهب الى جهازه المحمول وأخذ يتصفح ويبحث عن حل لابنه واذا به يرى بحثا معدا باسم ( علامات المرض النفسي ) بعد قراءته لهذا الملف قرر أن يذهب بخالد الى طبيب نفسي ودعا الله أن يعينه على ذلك .......
- في الحلقة القادمة سنرى ماذا حصل لخالد وهل استطاع أبوه أن يصحبه الى الطيبيب النفسي ؟؟؟!!!!