الخميس، 23 مايو 2013

حديث عن الايدلوجيا





يستغرب البعض عندما يطرق الحديث حول الايدلوجيا وخطر تنميط عقول الناس وتحويلهم روبوتات تدب فيها الحياة، يفكرون ويتكلمون نفس الاشياء كان هذا انطباعي قبل اربع سنوات عندما كنت اتبادل الحديث مع اصدقائي في الكلية كنا ثلاثة انا كنت من الرياض وأخر من جازان وثالثنا كان من القصيم، كانت الافكار متماثلة ونفس الاحاديث التي تدور في الرياض تدور في جازان المنطقة وفي القصيم ،ونظرة لما يدور من احاديث في هاشتاغات تويتر يتبين لكم ما اتحدث عنه،انها الايدلوجيا انها الغطاء الذي يجعلك تتكلم بمنطق هذا الغطاء لا بمنطق الاشياء التي امامك، تتكلم بما يمليه عليك سواء من خلال التعليم العام ( انها لنكتة قاسية ان يكون التعليم مؤدلج) ، او من خلال الصحف او من خلال التربية، والعادات والتقاليد.

الفكر الايدلوجي لا يتحمل الاسئلة لا يتحمل النقاش انه حقائق ثابتة عليك اتباعها وكفى، انه حساس جدا ضد العقول النابهة التي تبحث وتسأل وتحاور ولا تتقبل فقط وتنفذ،للعقول التي تصدمه بسؤالها اعطني دليلك على ما تقول الدليل الذي يتوافق مع العقل ولا يخلط بين الوقائع ويتفق مع التفكير المنطقي العلمي المبني على التجارب التي بناها الانسان الحديث بعد تخبطه من اتباعه الاعمى لرجال الدين وبائعي الخرافات والاوهام، ماركس كان يقول انها ايدلوجية الاقوياء اصحاب رؤوس المال، المادية التاريخية التي تجعل مصلحة الطبقة قانون كوني يتحكم بالنفس الفردية، نيتشه الذي كان يقول ان العدمية هي مرض اوروبا الخفي " هل يريد احد ان يطل على كهف الكهوف، حيث يصنع الانسان القيم العليا؟" يجيب ان السر هو ما يشعر به الانسان المستضعف المغلوب. كل ما يفكر به انما هو قناع للانتقام من سيده المتسلط عليه، وهو يعتبر ان المسيحية والاخلاق قد نشأت بهذا السبب تحاول ان تردع الرجال الاقوياء بسلطة الاخلاق الضمير او الدين، وهو يصفق للمادية الفرنسية التي تقول بان الانسان يأتمر بأمر الجسد والغرائز فأكبر فيلسوف بالفعل هو الطبيب الفيسيولوجي، اما فرويد فكان يشير الى مصطلح " العقل المخدوع" فهو ليس بمنأى عن كونه موهوم بشئ خارجي عنه بأنا أعلى منه وهو ما يصطلح عليه بالعقل اللاواعي، ويتفق مع نيتشه بحضور النزعة الحيوانية في الانسان البشري ، ومهمة العلم هو تفنيد والتشكيك بهذا العقل المخدوع.


 ابحثوا عن الانسان في ذواتكم، ابحثوا عن تلك الفكرة التي بنيتها انت بنفسك بناء على ملاحظاتك الشخصية التي لم يملها عليك احد او يدفعك لاتباعها احد ولا بأس ان تستهدي بالبشر بذلك بعد اختراقهم لسدود المناعة التي بنيتها لنفسك لتطمئن وتسلم .